الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة بعد الرّؤوس المقطوعة، والأيدي المبتورة، جرائم القتل تنتقل الى ملاعب «الكورة»!

نشر في  27 أوت 2014  (14:13)

فاجعة كبيرة شهدتها كرة القدم الجزائرية والعربية يوم السبت الفارط بعد وفاة اللاعب الكامروني لشبيبة القبائل إيبوسي بعد إصابته بحجر ألقي من المدرجات إثر إنهزام فريقه ضدّ اتحاد العاصمة في إطار منافسات الرابطة الأولى للبطولة الجزائرية، وقد تلقّى ألبيرت إيبوسي الإصابة بينما كان في طريقه باتجاه النفق المؤدي إلى حجرات الملابس مع سائر اللاعبين من الشبيبة واتحاد العاصمة بعد المبارة التي جمعت بينهما، فسقط طريح الأرض وتعرض لنزيف حاد وتوفي وهو في طريقه للمستشفى.
وقد تتالت ردود الفعل بعد هذه الحادثة وكان أبرزها تلك الصادرة عن عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي تقدم بتعازيه لأسرة ألبيرت إيبوسي «الذي كان يتطلّع لممارسة هوايته ومهنته في كنف الطمأنينة والروح الرياضية»، وطالب حياتو بتسليط عقوبات رادعة على مقترفي الجريمة. وأكد في تعليقه على الحادثة أن الكرة الإفريقية لن تكون مرتعا خصبا لظواهر العنف والشغب، وأشار إلى أن الاتحاد الافريقي ينتظر إتّخاذ قرارات صارمة، مشددا على أن «الكاف» ستسعى بقوة لاستئصال كل أشكال العنف أو السلوكات المنافية للرياضة في ملاعب القارة السمراء. من جهته عبّر محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم عن صدمته من الحادثة، ودعا السلطات المعنية لمعاقبة المتسبّبين فيها بصرامة.
إن مثل هذه الأحداث التي تدخل في خانة العنف والهمجيّة لن تزيد كرتنا العربية سوى أوجاع على أوجاعها ولن تؤدي إلّا إلى تشويه صورة العرب المشوّهة أصلا بالإرهاب والقتل والذبح وسفك الدماء، لذلك عندما طالب الجزائريون وفي طليعتهم الإعلاميون والفنيون والمسيرون بإيقاف النشاط الرياضي فقد كانوا يدركون أيّما إدراك حجم المصاب وفداحة الكارثة ووقعها على جمهور الكرة العالمية، وعلى نظرة العالم للجزائر التي كانت رائعة مبهرة مثالية بعد المشاركة المتميّزة لمنتخب الخضر في مونديال البرازيل ومروره إلى الدور الثاني ووقوفه الند الند أمام العملاق الألماني الذي انتظر الوقت الإضافي لحسم تأهلّه وعبوره للدور الموالي على حساب ممثّل الكرة العربية..
لقد كان الاهتمام الإعلامي بالمنتخب الجزائري خلال مشاركته في نهائيات كأس العالم ملحوظا وكبيرا، فقد أشاد بالأداء الباهر والمردود الغزير الذين ظهر بهما أبناء حسن خليلوزيتش، ولكن الاهتمام بالجزائر وبالحادثة التي أدّت إلى وفاة اللاعب الكامروني كان أكبر ممّا كان عليه الأمر إبان المونديال، حيث توقّفت مختلف المحطات التلفزية الرياضية وحتّى غير الرياضية، عند الحادثة، وتحدّثت عمّا اعتبرته «همجية» الجماهير وغيرها من النعوت التي زادت في تشويه السمعة وفي تكريس الانطباع لدى الرأي العام العالمي على أن العرب شعوب متخلفة لا يعترفون سوى بالعنف في السياسة كما في الرياضة.
لقد نغّص موت اللاعب إيبوسي على الجزائريين فرحتهم بمشاركتهم المشرفة في كأس العالم وأحدث جرحا عميقا في جسم الرياضة الجزائرية خصوصا والعربية بشكل عام، لذلك كانت ردود الفعل قوية من المسيرين الجزائريين والقائمين على تسيير شؤون الكرة بهذا البلد عندما طالبوا بتسليط أقسى العقوبات على المتسببين في أحداث العنف والضرب بقوة على يد كل من تخوّل له نفسه ارتكاب الشغب في الملاعب أو المساس بحياة اللاعبين او الحكام أو الجماهير وتهديد سلامتهم..
يجب ان تكون هذه الحادثة الخطيرة درسا للجميع، للجزائريين وللتونسيين، ولكل العرب أيضاً.. الجميع مطالب بتوقّي الخطر والتصدّي لهذا الغول حتّى تبقى ملاعبنا بعيدة عن كل إنواع العنف والفوضى، بعيدة عن القتل والإقتتال.. يجب على الرياضيين العرب لاعبين كانوا أو جماهير أو مسيرين أن يعطوا صورة مغايرة عن تلك التي بات يحملها عنا الغرب، صورة تحمل معاني التحابب والتوادد والتآخي لا قتل فيها ولا رؤوس مقطوعة أو أياد مبتورة، صورة تؤكد أن الإسلام بريء مما يصنعون وبريء مما يدّعون، وتبرز أن الإسلام دين يدعو للتآخي والتسامح والتضامن بين الشعوب. كفانا دماء، كفانا قتلا، كفانا دمارا، كفانا عنفا، كفانا ترويعا وإرهابا وترهيبا..


بقلم: عادل بوهلال